التدخين يدمر القلب ويتلاعب بمدارك العقل

عواقبَ التدخين وزيادة الوزن ليست هينة

 باحثون يؤكدون أن ما يضر القلبَ يضرُّ الدِّماغ، مشيرين إلى أن ترافق التدخين والسكري يمكن أن يؤدي إلى تراجع كبير في القدرات الذهنية.

لندن – أفاد باحِثون من هولندا أنّ عوامل خطر أمراض القلب يُمكن أن تُؤدّي إلى تراجع في وظائف الدّماغ عند البالغين الشباب وكبار السنِّ معاً.

واشتملت الدراسةُ على حوالي 3800 شخص، تراوحت أعمارُهم بين 35 و82 عاماً خضعوا إلى فحوصاتٍ تتعلَّق بعوامل خطر أمراض القلب مثل التدخين والسكَّري وارتفاع مستويات الكوليسترول السيِّئ، إضافةً إلى فحوصاتٍ تهدف إلى تقييم الذاكرة ومهارات التفكير كالقدرة على التخطيط والاستنتاج المنطقي والبدء بالمهمات والانتقال إلى تنفيذها.

وجدت الدراسةُ أنّ الأشخاص، الذين كانت عواملُ خطر أمراض القلب لديهم هي الأعلى، كان أداؤهم أسوأَ بنسبة 50 بالمائة بخصوص المهمات الذهنيَّة، مقارنة مع الذين كانت عواملُ الخطر لديهم هي الأقلّ.

وترافق التدخين والسكري بصورة خاصّة مع تراجع أكثر في وظيفة الدِّماغ باعتبارهما من عوامل خطر أمراض القلب.

وقالت مُعدةُ الدراسة الدكتورة هانيك جوستن، وهي عضوة في طبِّ الكلى لدى المركز الطبي في جامعة غرونينغن ببولندا «قد يعتقد البالغون الشباب بأن عواقبَ التدخين وزيادة الوزن لن تكون في القريب العاجل، لكنّ الحقيقةَ هي عكس ذلك».

وأضافت «يعلم معظمُ الناس النتائجَ السلبيَّة لعوامل خطر أمراض القلب، مثل نوبات القلب والسكتة وضعف وظيفة الكلية، لكنَّهم لا يُدركون أنَّها تُؤثِّر في الصحَّة الذهنيَّة. إنَّ ما يضر القلبَ يضرُّ الدِّماغ أيضا». وأوضحت «يجب على الأطبَّاء إدراك هذه الصِّلة بين عوامل خطر أمراض القلب وتراجع وظيفة الدماغ، ويجب القيامُ بالمزيد من الجهود العامَّة بغرض التقليل من عوامل خطر أمراض القلب».

وبينت «يُمكن أن تتجاوز الفائدةُ من برامج التوقُّف عن التدخين مجرَّدَ الوقاية من السرطان والسكتة وأمراض القلب والأوعية، لتشمل أيضاً الوقايةَ من الضرر الذي يلحق بالدماغ».

ولا يُبرهن الترافقُ الذي بينته الدراسةُ بين عوامل خطر أمراض القلب وتراجع وظيفة الدماغ على علاقة سبب بنتيجة.

وكان باحثون من كلية كينج بلندن قد حذروا من تأثير التدخين على المخ بشكل يؤثر في الذاكرة وقدرات التعلم والتفكير المنطقي.

وقد أشارت الدراسة التي أجريت على 8800 شخص ممن تزيد أعمارهم على 50 عاماً إلى أن ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن يحدثان نفس الضرر بالدماغ ولكن بمستوى أقل عن ذلك الذي يحدثه التدخين.

ويرى العلماء أن اتباع الأشخاص لأسلوب حياة خاطئ وعادات سيئة مثل التدخين من شأنه أن يدمر العقل بقدر ما يدمر الجسم.

وقام الباحثون بتجميع بيانات عن صحة وأسلوب حياة أفراد العينة بالإضافة إلى القيام باختبارات للقدرات العقلية للمشاركين، وأعادوا تكرار نفس الاختبارات بعد مرور أربعة أعوام ثم مرة ثالثة بعد ثمانية أعوام.

 وأظهرت النتائج أن إجمالي مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية أو السكتة ارتبطت بشكل كبير بالتراجع المعرفي.

كما وجدت الدراسة علاقة كبيرة بين التدخين وتحقيق نتائج منخفضة في اختبارات القدرات العقلية.

ويذكر أن التدخين يتسبب في مقتل ما لا يقل عن نصف المدخنين، خاصة بسبب إصابتهم ببعض الأورام السرطانية. بالرغم من كونه من أكبر أسباب مخاطر الوفاة المبكرة.