image blog maherdiab4.blogspot.com المصدر: مدونة http://estafid.blogspot.com/2012/11/way-to-link-source-automatically-in-all.html#ixzz2RZShWXkI maherdiab4: «وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه»مجدى الجلاد

الأحد، 19 مايو 2013

«وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه»مجدى الجلاد


لم يعرف أحد ممن حكموا مصر أن الصحفى الشريف لا يخشى الزنزانة ولا الموت.. قد يخدعهم صحفى قرر بيع نفسه لأى شخص يجلس على كرسى «الحكم»، ولكنه يظل استثناءً كالبقعة السوداء فى ثوب أبيض.. لذا يسأل الرئيس نفسه دائماً: لماذا يرفض فلان وفلان دخول «جيبى»، بينما يلعق آخرون حذائى؟!.. لماذا لا يخاف فلان وفلان من غياهب سجونى وقبضة يدى، فى حين هتف زملاء لهم بحياتى وجمالى قبل «أول قلم»؟!
لا يعرف الرئيس -أى رئيس- أنه أضعف من بعوضة فى مواجهة صاحب قلم، يؤمن بالله ويتحصن بضميره المهنى.. فما عساه يفعل به أكثر من سجنه أو قتله.. وفى السجن سائل حياة و«جين» قوة لصاحب الرسالة.. وفى الموت شهادة وحياة بلا نهاية فى السماء وعلى وجه الأرض.. فحين خلق الله الكون لم يكتب للكلمة موتاً.. فهى خالدة إلى أن نقف جميعاً بين يديه.
قلت ذلك وأكثر لمن أحبنى، فجاءنى وهو يتلفت حوله، محذراً من بطش وتدبير قيادى إخوانى كبير جداً جداً.. قال لى الرجل بصوت هامس: خلّى بالك من نفسك.. لقد أصبحت هدفهم الأول.. الرجل الكبير قوى قوى، كلف ضابطاً من رجاله فى جهاز أمنى مهم بجمع معلومات وبيانات كاملة عنك.. قال له حرفياً: عايزين لون ملابسه الداخلية..! عايزين كام قضية له..! ذهب الضابط واستعان ببعض زملائه من رجال الإخوان فى الجهاز.. ثم اتصل بالقيادى الكبير قوى قوى وطلب موعداً.. وفى اللقاء سلمه ملفاً وصارحه: مش لاقيين حاجة عليه يا باشا.. والله بذلنا جهداً كبيراً فلم نجد شيئاً..!
غضب القيادى جداً، وطلب منه الانصراف، على أن يأتيه حين يطلبه.. لم تمر عدة أيام حتى اتصل به، وطلب حضوره على الفور.. ذهب الضابط، فوجد القيادى جالساً مع محامٍ معروف ينتمى لحزب متحالف مع «الإخوان».. المحامى كان صديقى زمان، وكان يبدى عداء مصطنعاً للإخوان بعد أن انشق عنهم، ومنذ عدة أشهر، عرف الجميع تفاصيل «تمثيلية الانشقاق»، لا سيما بعد أن أصبح المحامى وحزبه إحدى أذرع الإخوان فى الهجوم على المعارضة وتمرير القوانين المشبوهة فى مجلس الشورى..!
المهم أن الضابط جلس متحفظاً، ظناً منه أن «القيادى» الكبير سيتحدث معه بعد انصراف «المحامى»، غير أن القيادى فاجأه حين نظر إليه من تحت «النضارة» قائلاً: الأستاذ «...»، سوف يتعاون معك لإتمام هذا الأمر.. لقد قرأ الملف، وأنت تعرف أن شغلته التصرف لتستيف المسائل.. سيطلب منك أشياء لا بد أن توفرها له، حتى لو اقتضى الأمر صناعة أدلة أو تقديم بلاغات أو أى شىء.. فاهم.. أى شىء.. المهم يكون الموضوع ده انتهى قبل الانتخابات البرلمانية.. وحين سأله الضابط عن الهدف من ملاحقتى، قال: قضية كبيرة أو القضاء على سمعته..!
انصرف الضابط بعد أن تبادل أرقام هاتفه مع المحامى الذى جلس يتلقى التعليمات مثله.. غير أن الارتباك والتوتر ظلا يسيطران عليه لعدة ساعات، لذا ذهب للشخص الذى روى لى القصة بأغلظ الأيمان ليأخذ رأيه فى الأمر، ولأنه لا يعرف علاقتى بالرجل، سأله فى حيرة: ماذا أفعل؟.. لقد طلبوا منى معلومات، فنفذت، فهل أشارك فى تلفيق شىء لتلويث مجدى الجلاد؟!.. نصحه صديقى ألا يفعل، ولكنه غادره دون أن يتأكد من موقفه.. إذ بدا الضابط متخبطاً بين تنفيذ التعليمات، ونصيحة صديقى.. إما أن يغضب الله ويخالف ضميره.. أو يغضب القيادى الإخوانى، ويتلقى وعيده..؟!
.. أما أنا، فقد تلقيت الرواية بتلاوة قوله تعالى: «‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏».. (الأنفال: الآية 30)، و«وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه» (فاطر: الآية 43)..!

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق